ما هو المهم

رغم أن الإيمان بوجود إمام حي هو واسطة الفيض والهداية الإلهية يخلق نظرة وعلاقة أجمل وأكثر حيوية تجاه الأمور المعنوية، ولكن بالنظر إلى اتفاق جميع المسلمين حول ظهور وقيام المهدي الموعود (عج)، بل وبالنظر إلى الرؤية المتماثلة لأتباع الأديان الإبراهيمية والسماوية والروحية في مجال مجيء المنقذ، يبدو أن النقاش والجدل حول الاختلافات وتفاصيل هذا الموضوع لا يجلب أي فائدة وعملياً لا يُحدث أي تغيير في حياتنا اليوم.

سواء كانوا شيعة اثني عشرية أو أتباعاً لأي من المذاهب السنية، وحتى أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أتباعاً لديانات غير الإسلام، فإن كل من يؤمن بوعد الله حول النصر النهائي للحق على الباطل وظهور منقذ البشرية، إذا كان يفكر حقاً في السلام والعدل والأخلاق ويعتبر السبب الرئيسي لانتظاره هو الوصول إلى مثل هذه القيم، يجب أن يُظهر أثر ونتيجة ملموسة لهذا الإيمان في حياته وسلوكه، وجهده ومتابعته في مجال السلام والأخلاق والعدل لن تختلف كثيراً عن أتباع المذاهب الأخرى.

لذا فإن الخطوة الأولى في طريق انتظار ظهور المنقذ هي أن يكون المنتظِرون له طيبين بعضهم مع البعض، ومع التمسك بمعتقداتهم، يحترموا معتقدات الآخرين، وبدلاً من الانخراط في نقاشات وجدالات غير مثمرة حول التفاصيل الخلافية، يركزوا اهتمامهم على المشتركات الإنسانية والروحية. ثم يسعى كل شخص، على أساس المعتقدات التي لديه في هذا المجال، للتمهيد لمجيء الموعود الذي ينتظره جميع طالبي الحق في العالم ويُعِدّ نفسه لنصرته. وفي هذا السياق، بالتأكيد أولئك الذين يعتبرون إمامهم حياً وواعياً بحالهم سيبذلون جهداً أكبر ويستفيدون من الارتباط الروحي معه.

التالی: التحديات التي يجب الانتباه لها

السابق: هل الإمام المهدي (عج) حيّ؟

العودة إلى الفهرس

 

تم نشر المحتوى أعلاه في 20/3/2025 على موقع مكتبة مؤسسة الإمام علي (ع).