بعد مقتل عثمان سنة 35 للهجرة، تدفق الناس إلى بيت الإمام علي (ع) للبيعة. هو رفض في البداية قائلاً: “دعوني والتمسوا غيري.” لكنه قبل الخلافة مع إصرار الناس ولمنع الفوضى، وقال: “أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها.”
أول إجراءات الإمام (ع) بعد توليه الخلافة:
– عزل الولاة غير الصالحين
– إعادة الأموال المغتصبة إلى بيت المال
– تطبيق العدالة في توزيع بيت المال
– المساواة في الحقوق الاجتماعية بين العرب والعجم
– محاربة التمييز والظلم
لكن هذه الإصلاحات واجهت معارضة من جماعات مختلفة مما أدى إلى ثلاث حروب كبرى:
١. معركة الجمل (٣٦ هجرية):
– بقيادة طلحة والزبير وعائشة
– قرب البصرة
– انتهت بانتصار الإمام (ع) وهزيمة الناكثين
– عامل الإمام الأسرى والجرحى برحمة
٢. معركة صفين (٣٧ هجرية):
– بين الإمام علي (ع) ومعاوية
– استمرت ثمانية عشر شهراً
– لم ينجح بسبب حيلة عمرو العاص ورفع المصاحف على رؤوس الرماح.
– أدى إلى التحكيم وانفصال الخوارج عن جيش الإمام وأنصاره.
٣. معركة النهروان (٣٨ هجرية):
– ضد الخوارج الذين كفّروا الإمام
– انتهت بنصر حاسم للإمام (ع)
– نجا تسعة فقط من الخوارج
– استشهد تسعة من جيش الإمام
من خصائص حكم الإمام علي (ع):
– الحياة البسيطة المتواضعة
– الرقابة المباشرة على الولاة
– الاهتمام بحقوق الأقليات
– خلق مناخ حر للمعارضين
– تطبيق العدالة حتى مع الأقارب
وأخيراً، في التاسع عشر من رمضان سنة ٤٠ للهجرة، ضرب ابن ملجم المرادي، وهو من الخوارج والمتعصبين، الإمام (ع) بسيف مسموم على رأسه في مسجد الكوفة أثناء صلاة الفجر. استشهد الإمام (ع) بعد يومين، في الحادي والعشرين من رمضان. من وصاياه في هذين اليومين:
– معاملة القاتل بإحسان
– عدم قتل أكثر من شخص قصاصاً
– الوصية بالتقوى والنظام
– رعاية اليتامى والجيران
– حفظ القرآن والعمل به
ورغم رحيل علي (عليه السلام) جسدياً، إلا أن أبناءه وحدهم يملكون الصفات المذكورة في القرآن لخلافة النبي (ص) وهداية البشر بشكل كامل، وسيستمر طريق الولاية من خلالهم حتى يوم القيامة، وسيظل حب هذا البيت في كل العصور وسيلة للتقرب إلى الله وتطهير القلوب.
السابق: القسم الثالث: من وفاة النبي (ص) حتى الخلافة
تم نشر المحتوى أعلاه في 20/3/2025 على موقع مكتبة مؤسسة الإمام علي (ع).