نقاط الاتفاق

إن تعاليم المهدوية وانتظار منقذ مخلِّص عقيدة مشتركة بين جميع المسلمين، وباستثناء أفراد نادرين مثل ابن خلدون، لم يعارض أي من علماء المسلمين هذا المبدأ. والمعتقدات المشتركة للمذاهب الإسلامية في هذا المجال هي:

١. المنقذ الموعود

في جميع الروايات المتعلقة بالإمام المهدي (عج)، هناك نوع من البشارة والتنبؤ بتحقق ظروف مواتية للأمة الإسلامية بل ولجميع البشر. وأسلوب التعبير عن هذه التنبؤات يتوافق تماماً مع ما ورد في الأديان الإلهية الأخرى حول فترة ظهور المنقذ الموعود.

٢. من نسل النبي الأكرم (ص)

عادةً ما يقترن تأكيد المحدثين على تواتر وصحة الأحاديث المبشرة بظهور وقيام الإمام المهدي (عج) بالإشارة إلى كونه من أبناء النبي (ص) ومن أهل بيته. كما صرح كثير من علماء أهل السنة بأن الإمام المهدي (عج) من نسل فاطمة (س) وعلي (ع).

٣. خليفة رسول الله (ص)

ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم وكثير من المصادر الحديثية لأهل السنة حديث عن النبي الأكرم (ص) أعلن فيه أن عدد خلفائه اثنا عشر. وقد اعتبر كثير من المحدثين الذين أكدوا صحة أو تواتر الأحاديث المتعلقة بالإمام المهدي (عج) أنه هو الخليفة الثاني عشر من خلفاء النبي الأكرم (ص). ويدل على هذا التلازم والارتباط أن أبا داود أورد في سننه حديث الخلفاء الاثني عشر في الباب المتعلق بالإمام المهدي (عج).

٤. اسمه محمد

رغم وجود اختلاف حول اسم والد الإمام المهدي (عج)، إلا أنه لا شك ولا خلاف في أنه يحمل نفس اسم النبي الأكرم (ص). وإضافة إلى التصريح بهذه النقطة في أحد الصحاح الستة، فإن اسمه قد اعتُبر في كلام بعض العلماء الذين ادعوا تواتر العقيدة المهدوية في الإسلام أمراً مسلَّماً ومتواتراً.

٥. لقبه المهدي

في المصادر والنصوص الإسلامية، أكثر من ذكر اسم الإمام الموعود، يُذكر لقبه الأشهر وهو المهدي. إن تسمية مئات الكتب والرسائل باسم المهدي، والتصريح بهذا الاسم في مئات الأحاديث والنصوص التاريخية، واستخدام هذا اللقب في تسمية أبواب وفصول المصادر الموثوقة لأهل السنة، ومحاولة المدعين الكذبة الاستفادة من هذا الاسم، تدل على أن أحداً لم يشك في هذا الأمر.

٦. ظهوره في آخر الزمان

تشير أكثر الروايات والنصوص المتعلقة بالإمام المهدي (عج) المنقولة في المصادر الموثوقة للفرق الإسلامية إلى أنه سيظهر ويقوم في آخر الزمان. والمقصود بآخر الزمان هو الفترة النهائية من تاريخ العالم وقبل وقوع القيامة. وفي بعض هذه الروايات، يُذكر ظهوره أو بعض الأحداث المقترنة بظهور الموعود كعلامات لوقوع القيامة.

٧. قيامه وانتصاره وسيطرته

تخبر الروايات والبشارات المتعلقة بقيام الإمام المهدي (عج) عن قطعية قيامه وانتصاره على الأعداء وحصوله على حكم مقتدر. وبعض هذه الروايات تعتبر نطاق حكمه عالمياً. وعلى أي حال، لا شك ولا خلاف في أن قيادة وحكم الأمة الإسلامية سيكون بيد المهدي الموعود.

التالی: نقاط الاختلاف

السابق: معتقد المسلمين المشترك

العودة إلى الفهرس

 

تم نشر المحتوى أعلاه في 20/3/2025 على موقع مكتبة مؤسسة الإمام علي (ع).