معتقد المسلمين المشترك

إن الإيمان بظهور المنقذ وانتظار قيام شخصية موعودة باسم المهدي (عج) من العقائد الأصيلة والعميقة للشيعة، ويشكل جزءاً من هوية وآمال أتباع أهل البيت (ع) المشتركة. وقد أدت أهمية هذه العقيدة ومحوريتها إلى أن يركز أعداء هذا المذهب والذين يسعون لإثارة الخلاف والفتنة بين المسلمين على هذا الموضوع، ويحاولون تقويض هذه العقيدة الأساسية من خلال اختلاق قصص واهية أو تضخيم تفاصيل وهوامش غير مهمة، متهمين الشيعة بالخرافات والبعد عن العقل.

وهذا في حين أن الأدلة المنطقية لهذه العقيدة، وجذورها العميقة في جميع الأديان الإلهية، والوثائق الكثيرة والموثوقة في المصادر الروائية لأهل السنة، قد حوّلت انتظار المنقذ الموعود وفكر المهدوية إلى أساس راسخ لا يمكن المساس به، والذي لا يملك فقط القدرة اللازمة لإيجاد الوحدة والتآلف بين الفرق الإسلامية، بل يمكنه أيضاً أن يوفر أرضية للتعايش والتعاون بين أتباع جميع الأديان الإلهية.

إن العدد الكبير من الأحاديث المتعلقة بالمهدوية في المصادر الموثوقة لأهل السنة ونقل وتأكيد هذا الموضوع من قبل علماء السنة الكبار لا يترك مجالاً للشك في أن الإيمان بظهور المهدي الموعود (عج) ليس حكراً على الشيعة وأن جميع الفرق الإسلامية قد قبلته كعقيدة ضرورية وقطعية. وهذا الأمر واضح ليس فقط في عشرات الكتب والرسائل المستقلة حول الإمام المهدي (عج) التي كتبها علماء أهل السنة، بل تم التأكيد عليه صراحة في الصحاح الستة التي تعتبر من أهم وأوثق مصادرهم الحديثية.

بالطبع، إن رؤية الفرق الإسلامية ليست متطابقة في جميع جوانب وتفاصيل عقيدة المهدوية. فبعض جوانب هذه العقيدة متماثلة ومشتركة بين المذاهب الإسلامية الرئيسية، وفي بعض الأجزاء هناك اختلاف في الرأي. ولفهم الموضوع بشكل أفضل، من الضروري أن نتعرف على نقاط الاتفاق والاختلاف وأن نجيب على الأسئلة والشبهات المحيطة بها.

التالی: نقاط الاتفاق

السابق: الموعود في الأديان

العودة إلى الفهرس

 

تم نشر المحتوى أعلاه في 20/3/2025 على موقع مكتبة مؤسسة الإمام علي (ع).